استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، أمس، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، في تجدد لقصف الاحتلال الصهيوني، براً وبحراً وجواً، على مناطق متفرقة من قطاع غزة، لليوم الــ 264 للعدوان.
وأفادت مصادر إخبارية بارتفاع عدد الشهداء إلى 15 من جراء قصف صهيوني على منزل في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقتٍ خرجت معظم مستشفيات شمالي القطاع عن الخدمة، كما ارتقى عدد من الشهداء، وأصيب آخرون، من جراء إطلاق “جيش” الاحتلال الصهيوني قذائف تجاه أحياء مختلفة في مدينة غزة، منها الزيتون، والصبرة، وتل الهوى. وأعلن الدفاع المدني بغزة إنقاذ 13 مواطناً من جراء استهداف منزل مأهول بالسكان في منطقة الدرج بمدينة غزة. واستهدفت مدفعية الاحتلال المنطقة الشرقية لمخيم البريج، وأرضاً زراعية غربي مخيم النصيرات، وسط القطاع.
وجنوبي مدينة غزة، أطلقت طائرات الاحتلال المسيّرة الرصاص تجاه الأهالي في “شارع 8”. وأوضح مصدر إخباري أنّ القصف الصهيوني طال معظم المناطق الشرقية في المحافظة الوسطى بقطاع غزة الليلة الماضية.
قصف مكثف على رفح
أمّا جنوبي قطاع غزة، أشار ذات المصدر إلى أنّ الاحتلال نسف هذا الصباح حياً سكنياً كاملاً في الحي السعودي غربي مدينة رفح، موضحاً أنّ الاحتلال كثّف غاراته على رفح، ولاسيما على تل السلطان والحي السعودي، تزامناً مع قصف مدفعي عنيف وسط وغربي المدينة. وتم انتشال جثامين 3 شهداء شرقي مدينة رفح بعد ارتقائهم بقصفٍ صهيوني.
كما أطلقت مدفعية “جيش” الاحتلال عشرات القذائف صوب المناطق الشمالية الشرقية من مدينة خان يونس. وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة، بحسب حصيلة غير نهائية، إلى 37,658 شهيداً، و86,237 جريحاً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي.
المجاعة تتفاقم
في غضون ذلك، أكّد الهلال الأحمر في قطاع غزة أنّ الآلاف من سكان القطاع يواجهون خطر المجاعة. وطالب الهلال الأحمر بفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى جميع مناطق غزة، وخاصة إلى الشمال، حيث توجد مجاعة حقيقية. وقال ذات المصدر، في هذا الإطار، إنّ “معظم المواد الغذائية نفدت من شمال قطاع غزة، ما يهدّد بمجاعة حقيقيّة”
وحذّر تقرير دولي، أول أمس، من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، مشيراً إلى أنّ نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعاً استمرار هذا الوضع حتى سبتمبر 2024.
وذكر تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أنّ كل قطاع غزة يُصنف بأنّه” في حالة طوارئ”، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة. كما أفاد بأنّ أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء، والتضور جوعاً، واستنفاد القدرة على المواجهة.
وفي سياق متصل، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن، إنّ إغلاق معبر رفح حال دون إجلاء ما لا يقل عن ألفي مريض، حيث كان نحو 50 مريضاً في حالة حرجة يغادرون غزة يومياً، وهذا يعني أنه منذ السابع من ماي لم يتمكن ما لا يقل عن 2000 شخص من مغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية.
وأضاف بيبركورن أنّ ما لا يقل عن 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء من غزة، موضحاً أنّ هذا العدد يقل عن العدد الذي يحتاج إلى رعاية حرجة من صدمات الحرب والأمراض المزمنة، إذ هناك حاجة إلى مزيد من المسارات للإجلاء الطبي العاجل.